بطولة ”بنات العنب”.. حين تضمد الرياضة جراح الوطن

في أقصى شرق محافظة الشرقية، وتحديدًا على أرض مركز شباب قرية جزيرة برد التابعة لمركز الحسينية، انطلقت فعاليات البطولة الصيفية لكرة القدم، التي نظمها شباب القرية المثقفون، تحت إشراف اللجنة المنظمة ومجلس الإدارة برئاسة المستشار زغلول مبروك.
وفي صباح يوم الجمعة الموافق 27 يونيو 2025، وبينما كانت اللجنة تضع اللمسات الأخيرة لانطلاق البطولة، هزّ وجدان الوطن نبأ الحادث الأليم الذي وقع بالطريق الإقليمي في محافظة المنوفية، وراح ضحيته 18 فتاة من قرية "السبانسة"، شهيدات لقمة العيش، وهن في طريقهن للعمل في حقول العنب... فسُميّت الحادثة بـ"حادثة بنات العنب".
وفي بادرة إنسانية راقية، قررت اللجنة المنظمة –رغم بعد المسافات بين الشرقية والمنوفية– أن تحمل البطولة اسم "بطولة بنات العنب"، تخليدًا لأرواح الفتيات الطاهرات، وتكريمًا لذكراهن، في رسالة تضامن من أبناء الشرقية مع أسر الشهيدات وعموم الشعب المصري الذي اهتز لهذا المصاب الجلل.
ولاقت هذه المبادرة النبيلة ترحيبًا واسعًا في الأوساط الرياضية والريفية، حيث أشاد بها الدكتور محمود عبد العظيم، وكيل وزارة الشباب بالشرقية، والأستاذ هشام إسماعيل، مدير إدارة شباب الحسينية، وتم تقديم كافة التسهيلات الإدارية لإنجاح البطولة.
كما أعلنت أمانة حزب مستقبل وطن بمركز الحسينية، ممثلة في الدكتور محمد إبراهيم البهيم –أمين البيئة بالحزب–، عن رعايتها للبطولة، إلى جانب شركة "الكريمان" أبناء مجدي عدلان للتجارة، وهو ما ساهم في رفع مستوى البطولة، وزيادة الإقبال على المشاركة فيها، حتى بلغ عدد الفرق 64 فريقًا من مختلف قرى ومراكز شمال الشرقية (أبو كبير، فاقوس، صان الحجر، منشأة أبو عمر، الحسينية).
وتُقام المباريات وسط حضور جماهيري لافت، وتغطية موسعة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، حيث يتم بث المباريات مباشرةً على صفحة مركز شباب جزيرة برد، وتنشر صور الفعاليات ولافتات البطولة التي تزين الملعب وتحمل أسماء وصور شهيدات "بنات العنب".
وقد أعلنت اللجنة المنظمة عن نيتها تنظيم زيارة إلى قرية السبانسة بمحافظة المنوفية، للقاء أسر الشهيدات والإعداد لحفل تكريم كبير في ختام البطولة، بحضور ذويهن، وبمشاركة كبار القيادات التنفيذية والأمنية والسياسية بمحافظة الشرقية.
بطولة بنات العنب
حيث تتحول الرياضة إلى وسيلة للتضامن والتكريم، وتعلو رسالتها فوق الملاعب لتضمد جراح المجتمع وتبث الأمل في النفوس.



















