• الرئيسية
• التقارير والحوارات

قبل أيام من بدء الصمت الانتخابي لانتخابات مجلس الشيوخ 2025، تعيش محافظة سوهاج واحدة من أكثر المعارك الانتخابية سخونة وتنوعًا على مستوى الصعيد، وسط تنافس محموم بين عشرات الشخصيات العامة والمستقلة والحزبية على خمسة مقاعد فردية، في خريطة انتخابية معقدة ومتداخلة.

جولات مكثفة في القرى والمراكز

واصل المرشحون جولاتهم الانتخابية المكثفة في القرى والنجوع، حيث قام الدكتور حمدي السيد سليمان، الأستاذ الجامعي ومرشح دائرة دار السلام، بزيارة قرية خارفة جرجا، حيث لقي استقبالًا حافلًا من الأهالي وشيوخ وكبار العائلات، الذين أعربوا عن دعمهم له في الانتخابات المقبلة.

وخلال لقائه بأهالي القرية، وجه سليمان الشكر للمواطنين على دعمهم ومساندتهم، مؤكدًا أنه يخوض المعركة الانتخابية سعيًا لخدمة المواطن السوهاجي والدفاع عن قضايا التنمية والعدالة الاجتماعية.

مشهد انتخابي متنوع ومعقد

لا يقتصر السباق هذا العام على مرشحي الأحزاب الكبرى، بل يشهد مشاركة واسعة من رموز أكاديمية ومجتمعية من مختلف مراكز سوهاج. فقد دخلت المنافسة أسماء لامعة تحظى بثقل محلي، ما منح المعركة طابعًا جماهيريًا مفتوحًا.

الدكتور حمدي السيد سليمان يمثل نموذجًا للمرشح الأكاديمي الذي يعتمد على تاريخه العلمي والمجتمعي، ويستند إلى دعم قوي من طبقة المثقفين والوسط الاجتماعي الواعي. بينما يخوض سامح كامل، صاحب الحضور الشعبي في مركز جرجا، سباقًا انتخابيًا يعتمد على شبكة واسعة من العلاقات العائلية والاجتماعية، ويدير حملة نشطة في القرى والنجوع.

ويبرز اسم المستشار عمر الأصمعي، من مركز طهطا، كأحد المرشحين أصحاب القواعد الجماهيرية الممتدة، بفضل سجله الخدمي ومشاركاته في قضايا محلية عديدة، في حين يدخل أحمد الجبالي، من مركز المراغة، المعركة مستندًا إلى تاريخه الطويل في العمل المجتمعي وارتباطه الوثيق بالأهالي.

الأحزاب تدفع بمرشحين.. والمستقلون ينافسون بشراسة

ورغم الحضور القوي لحزب مستقبل وطن الذي يدفع بعدد من المرشحين المدعومين تنظيميًا، فإن المستقلين يواصلون استقطاب الأصوات عبر العمل الميداني المباشر، والرهان على تاريخهم الشخصي في خدمة المواطنين.

من جانبه، أعلن حزب النور عن الدفع بأحد مرشحيه، في محاولة لاستعادة موقعه في المشهد السوهاجي، بينما تشهد بعض الدوائر تحالفات صامتة بين عائلات ومرشحين، بعيدًا عن الانتماءات الحزبية التقليدية.

خريطة مشتعلة من الجنوب إلى الشمال

تغطي المعركة الانتخابية كامل المراكز من البلينا جنوبًا، مرورًا بجرجا والمنشأة وسوهاج، وحتى طهطا وطما وأخميم ودار السلام شمالًا، في خريطة انتخابية يصعب حسمها، خاصة في ظل تأثير القبائل والعائلات الكبرى، وتعدد المرشحين في كل دائرة.

إعادة مرتقبة في أكثر من دائرة

يرجح مراقبون أن تشهد معظم الدوائر جولات إعادة، بسبب تقارب الفرص الانتخابية وتعدد المنافسين، وعدم بروز مؤشرات واضحة لحسم أي مقعد من الجولة الأولى، وهو ما يزيد من سخونة المشهد ويدفع المرشحين لتكثيف تحركاتهم.

الناخب السوهاجي أمام خيارات متعددة

أمام الناخب السوهاجي فرصة حقيقية لاختيار من يعبر عنه داخل مجلس الشيوخ، وسط طيف واسع من المرشحين ذوي الخلفيات الأكاديمية والحقوقية والخدمية. ويبدو أن حجم الإقبال والتفاعل خلال الأيام القليلة المتبقية سيكون العامل الحاسم في رسم ملامح الخريطة النهائية.

خلاصة المشهد

الانتخابات في سوهاج تتجاوز كونها منافسة سياسية، لتتحول إلى صراع بين التقاليد والطموح، بين الحضور الشعبي والكفاءة المهنية، وبين التنظيمات الحزبية والمستقلين أصحاب الأرض والجذور. ويبقى المشهد مفتوحًا على كافة الاحتمالات حتى اللحظة الأخيرة، في واحدة من أكثر المعارك الانتخابية سخونة في تاريخ مجلس الشيوخ بمحافظات الصعيد.