مصر نيوز 24

رحلة العودة إلى الحياة.. باحثة بيئية تنجح في إنقاذ حياة سلحفاة بحرية مهددة بالانقراض من خيط الصيد وإعادتها للبحر الأحمر

الأربعاء 2 يوليو 2025 05:31 مـ 6 محرّم 1447 هـ
رحلة العودة إلى الحياة.. باحثة بيئية تنجح في إنقاذ حياة سلحفاة بحرية مهددة بالانقراض من خيط الصيد وإعادتها للبحر الأحمر
رحلة العودة إلى الحياة.. باحثة بيئية تنجح في إنقاذ حياة سلحفاة بحرية مهددة بالانقراض من خيط الصيد وإعادتها للبحر الأحمر

في مشهد إنساني وبيئي مفعم بالأمل، عاش شاطئ أحد الفنادق السياحية الشهيرة بالبحر الأحمر لحظات مؤثرة بعد أن تمكن فريق من محميات البحر الأحمر من إنقاذ سلحفاة بحرية نادرة كانت على شفا النفوق، بعدما ابتلعت خيط صيد بلاستيكي تسبب في عجزها عن الحركة وتوقفها عن التغذية ودخلها في حالة اعياء شديدة

وكتنت البداية من البلاغ الذي جاء للدكتور احمد غلاب مدير المحميات من أحد النزلاء، الذي لاحظ سلحفاة كبيرة على الشاطئ غير قادرة على الحركة، وبها خيط يخرج من فمها. دقائق قليلة، وكانت الدكتورة فاطمة فؤاد، الطبيبة البيطرية والباحثة الجديدة بمحميات البحر الأحمر، تصل إلى الموقع ضمن فريق الإنقاذ، لتبدأ قصة إنقاذ دقيقة لمخلوق بحري من الأنواع المهددة بالانقراض.

وبالفحص الأولي، تبين أن السلحفاة من نوع "صقرية المنقار" أحد أكثر الأنواع ندرة في البحر الأحمر والمهددة بخطر الانقراض وقد ابتلعت خيط الصيد حتى قاعدة لسانها، ما هدد حياتها، حيث لم تعد قادرة على تناول الطعام أو السباحة بشكل طبيعي.

وعلي الفور تم نقل السلحفاة بسرعة إلى المعمل البحري التابع للمعهد القومي لعلوم البحار والمصايد، وهناك، داخل غرفة بسيطة مخصصة للطوارئ، أجرت الطبيبة عملية جراحية دقيقة استخدمت فيها ملقط forceps لتثبيت وفتح الفم، ومن ثم سحب خيط الصيد العالق بعناية بالغة. لحظة خروج الخيط كانت فاصلة... تنفس الجميع الصعداء.

ومرت دقائق على العملية، وعادت الحياة تدريجيًا إلى السلحفاة. تم نقلها إلى الشاطئ، ووسط حضور الفريق البيئي ، أُطلقت السلحفاة مرة أخرى في مياه البحر، لتهتز زعانفها وتبدأ السباحة نحو الأعماق في مشهد أبهر كل من حضره.

واكدت الدكتورة فاطمة فؤاد الباحثة البيئية "إنقاذ سلحفاة بحرية ليس مجرد إنقاذ كائن، بل إنقاذ حلقة من منظومة بيئية متكاملة. هذه السلاحف تلعب دورًا حاسمًا في توازن الحياة البحرية، وحمايتها واجب بيئي وأخلاقي."

وتعيش البحر الأحمر تعيش خمس أنواع من السلاحف البحرية، أبرزها السلحفاة الخضراء وسلحفاة صقرية المنقار، وكلاهما يُرصدان بانتظام على السواحل المصرية. لكن، ورغم الحماية القانونية، لا تزال هذه الأنواع تواجه تهديدات يومية من الصيد الجائر، المخلفات البلاستيكية والتصادم مع القوارب، والأنشطة البشرية غير المنضبطة وتعمل وزارة البيئة عبر قطاع المحميات الطبيعية على تعزيز حماية هذه الكائنات، من خلال الحملات التوعوية، ومنع الصيد في مناطق تعشيش السلاحف، والتعاون مع السياحة البيئية لتشجيع مشاهدة السلاحف بدلًا من الإضرار بها.